الرئيسية
من طرف 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
واذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان)اختلف في سبب نزولها فقال مقاتل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقع امراته بعد ما صلى العشاء في رمضان فندم على ذلك وبكى وجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك ورجع مغتما وكان قبل الرخصة فنزلت الآية واذا سألك عبادي عني فأني قريب .
وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قالت اليهود كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام وغلظ كل سماء مثل ذلك فنزلت هذه الآية .
وقال الحسن ان قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه ام بعيد فنناديه ؟فنزلت هذه الآية قوله تعالى أجيب دعوة الداع اذا دعان أي أقبل عبادة من عبدني فالدعاء بمعنى العبادة والأجابة بمعنى القبول .
وقال قوم ان الله تعالى يجيب كل الدعاء فاما أن يعجل الأجابة في الدنيا وأما أن يكفر عن الداعي وأما أن يدخر له في الآخرة
وروي أنه اذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة فبينما العبد المؤمن في قصره واذا ملائكة من عند ربه يأتون بتحف من عند الله فيقول ما هذا؟اليس الله قد أنعم علي وأكرمني فيقولون ألست كنت تدعو الله في الدنيا هذا دعاؤك الذي كنت تدعوه قد ادخره لك
شروط اجابة الدعاء
شرط الداعي أن يكون عالما بان لا قادر الا الله وأن الوسائط في قبضته ومسخرة بتسخيره وأن يدعو بنية صادقة وحضور قلب فان الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب لاء وأن يكون متجنبا لأكل الحرام ولا يمل من الدعاء ومن شروط المدعو فيه أن يكون من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعا كما قال عليه الصلاة والسلام ما لم يدع أثم أو قطيعة رحم فيدخل في الأثم كل ما يأثم به من الذنوب ويدخل في الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم .
آداب الدعاء
أن يدعو الداع مستقبل القبلة ويرفع يديه لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ان الله ربكم حي كريم ليستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا وأن يمسح بهما وجهه بعد الدعاء لما روي عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه وأن لا يرفع بصره الى السماء لقوله صلى الله عليه وسلم لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم الى السماء عند الدعاء أو ليخطفن الله ابصارهم وأن يخفض الداعي صوته بالدعاء لقوله تعالى
أدعوا ربكم تضرعا وخفية )وينبغي للداع ان لا يتكلف وأن لا ياتي بالكلام المطبوع غير المسجوع
وقيل أدعوا بلسان الذلة والأحتقار ولا تدعوا بلسان الفصاحة والأنطلاق وكانوا لا يزيدون في الدعاء على سبع كلمات فما دونها كما في آخر سورة البقرة.
أوقات الدعاء
وقت السحر ووقت الفطر وما بين الأذان والأقامة وعند جلسة الخطيب بين الخطبتين الى أن يسلم من الصلاة وعند نزول الغيث وعند التقاء الجيش في الجهاد في سبيل الله تعالى وفي الثلث الأخير من الليل لما جاء في الحديث ان في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا الا أعطاه وفي حالة السجود لقوله عليه الصلاة والسلام أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء واوقات الأضطرار وحالة السفروالمرض هذا كله جاءت به الآثار .
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح ثلاثة ايام يوم الأثنين ويوم الثلاثاء واستجيب لهيوم الأربعاء بين الصلاتين فعرفت السرور في وجهه قال جابر ما نزل بي أمر مهم غليظ الا توخيت تلك الساعة فادعو فيها فاعرف الاجابة
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول :
من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
ودمتم بكل خير
لا تنسونا من دعوة بظهر الغيب
